اتهم مفتي مصر الدكتور علي جمعة علماء السنة والشيعة بـ"الفشل" في توصيل منجزاتهم في مجال التقريب بين المذاهب إلى الشارع على الرغم من نجاحهم في تحقيق خطوات متقدمة أكدت اتفاق الجانبين في 95 % من المسائل الفقهية ولو تم نقل ذلك للشارع ما استمر نزيف الدم بين السنة والشيعة.
وتناول الدكتور جمعة في مداخلته مساء أول من أمس بالندوة التي نظمتها المشيخة العزمية بالقاهرة بالتعاون مع دار التقريب حول إشكالية السنة والشيعة مسيرة جهود التقريب بين أهل المذاهب عبر العصر الحديث ومواطن الجدل بين الجانبين.
وقال لقد بدأت أولى المحاولات في القرن التاسع عشر من قبل الإباضية عندما جاء الشيخ يوسف الطفيش الإباضي من الجزائر إلى مصر وطرح فكرة التقريب، ثم جاء من بعده محمد الحسيني الجلالي العراقي الذي ظل ربع قرن يجمع الروايات التي اتفق فيها أهل السنة والشيعة ثم أتت بعد ذلك جهود الشيخ شلتوت ومجمع التقريب في إيران الذي جمع 25 مجلداً من المرويات المشتركة بين أهل السنة والشيعة.
وأوضح الدكتور جمعة أن 95 % من المسائل الفقهية بين السنة والشيعة متفق عليها ويكاد ينحصر الخلاف في مسائل معدودة مثل إجازة الشيعة للجمع بين البنت وعمتها.
وقال مفتي مصر أما مسألة سب الصحابة فليس في فقه الشيعة سب الصحابة «رضوان الله عليهم» كذلك فإنه ليس هناك من بين الأئمة الإثني عشر للشيعة من سب الصحابة وكذلك في القول بتحريف القرآن فهم لا يقصدون به التحريف وإنما ما يسمى عند أهل السنة القراءات الشاذة.
من جانبه دعا وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لدار التقريب التي تتخذ من القاهرة مقراً لها الشيخ محمود عاشور لأن يحسن كل طرف الظن بالطرف الآخر وتساءل ماذا يفعل الشيعة هل لهم إله غير إلهنا؟ وهل لهم نبي غير نبينا؟ وهل لهم قبلة غير قبلتنا؟ وهل لهم كتاب غير كتابنا؟
وقال إنهم في كل ذلك متفقون معنا لذا يجب أن نعمل بقول الله تعالى"إنما المؤمنون إخوة" مشيراً إلى أن المحنة سياسية وليست دينية.
وأوصت الندوة بالاجتهاد الجماعي للمذاهب الإسلامية لما له من دور في إنضاج الآراء والوصول إلى الصواب والاهتمام بمصادر الشريعة فيما لا نص فيه.
وأوضح المشاركون في الندوة أن التخلص من ذلك يتطلب جهوداً كبيرة تبذل على مستوى القادة والموجهين والعلماء والدعاة لترجمة هذه الأفكار إلى واقع عملي ملموس ومستقر ويقع في طليعة ما يجب العمل عليه تسهيل لقاء فقهاء جميع المذاهب الإسلامية وعقد الاجتماعات الموسعة والمدروسة بينهم.
منقول من شبكة راصد الإخبارية